الفساد في العام الأول للرئيس : خطاب قوى وإجراءات تشريعية قاصرة

كتب :محمد جميل  

كشف تقرير صادر عن مؤسسة ” شركاء من أجل الشفافية ”  (PFT) عن أن الإجراءات التشريعية التي اتخذها رئيس الجمهورية وحكومته في مواجهة الفساد خلال العام الأول  بدت ” قاصرة “مقارنة بالخطاب السياسي القوى خلال الفترة من يونيه 2014 حتى يونيه 2015  .

التقرير التحليلي  جاء تحت عنوان  الفساد في العام الأول لحكم السيسي ..خطاب سياسي قوى وإجراءات تشريعية قاصرة ” ، واستهدف التعرف على ملامح ” الإرادة السياسية ” المتعلقة بمكافحة الفساد ، من خلال رصد وتحليل الخطاب السياسي  للرئيس عبد الفتاح السيسي  خلال العام الأول لولايته المتعلق بموقفه من الفساد ، بالإضافة لرصد وتحليل أهم القرارات والتشريعات المرتبطة بمكافحة الفساد ، فضلا عن استعراض أهم  جرائم الفساد التي تم  الكشف عنها ، وطريقة تعاطي السلطات المعنية معها خلال نفس الفترة .

أشار تقرير مؤسسة ” شركاء من أجل الشفافية ” (PFT) إلى أن الرئيس تناول قضية الفساد في ” 5 ” خطابات رسمية عامة  وبدا انه يتبنى خطابا سياسيا ” غير متسامح” إزاء الفساد  ومرتكبي جرائم التلاعب في  المال العام ،  فضلا عن ذكره لأرقام وإحصائيات في بعض خطبه  وهو ما يكشف عن متابعة لسير القضايا وعمل الجهات الرقابية المختصة

كما أن تحليل خطاب الرئيس كشف  عن  أنه يدرك تأثير الفساد على مناخ الأعمال والاستثمار في مصر ، وهو ما  يجعله يطرح هذه القضية بشكل متكرر خلال لقاءاته مع مجموعات المستثمرين ورجال الأعمال .

في المقابل كشف التقرير عن أن الخطاب السياسي القوى للرئيس إزاء الفساد  لا يتناسب مع  الإجراءات التشريعية المحدودة التي  اتخذت خلال العام الأول من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي ،  فرغم أن الرئيس يملك السلطة التشريعية في ظل عدم انتخاب مجلس نواب حتى الآن ، إلا إنه  لم يوظف هذه السلطة – حتى الآن – في إصدار أو تعديل تشريعات متعلقة بمكافحة الفساد ، تضمن عدم إفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب .

كما انتقد التقرير الإجراءات المحدودة التي اتخذتها السلطة التنفيذية ، مشيرا إلى أنها بدت إجراءات شكلية وبروتوكولية أكثر منها عملية  وفعالة .

فيما يتعلق بتحليله لبعض قضايا الفساد التي تم الكشف عنها  والتي بلغت  ” 22″ حالة  أشار التقرير إلى أن غالبية قضايا الفساد التي تم الكشف عنها  متورط فيها قيادات بالسلطات المحلية ، وهو ما يؤكد على الانطباعات السلبية  المأخوذة على مدى انتشار الفساد في أجهزة الحكم المحلي منذ مرحلة ما قبل ثورة يناير 2011 ، وهو ما يؤكد أيضا على ضرورة تعديل حزمة القوانين الحاكمة للإدارة المحلية في مصر                                                 

أوصي التقرير بضرورة تشكيل  لجنة خبراء  وطنية مهمتها دراسة كافة التشريعات القائمة والمقترحة لمكافحة الفساد وتقديم رؤية تشريعية متكاملة  لتعديلها وإصدارها عقب تشكيل البرلمان الجديد مباشرة ، كما طالب التقرير بإعطاء أولوية قصوى لتعديل القوانين المنظمة للهيئات الرقابية المنصوص عليها في الدستور  لضمان استقلاليتها وتفعيل دورها .

يقول الدكتور ولاء جاد الكريم  المدير العام وعضو مجلس الأمناء المفوض  لمؤسسة شركاء من أجل الشفافية ”  (PFT)  أن  المؤسسة مشهرة وفقا لأحكام القانون المصري في ديسمبر 2014  وهي تراعي الاستقلال والحياد  ” سياسيا ”  و” أيديولوجيا ” ، تعمل في إطار  مساعدة المجتمع على ترسيخ وتطبيق قيم وممارسات النزاهة ، الشفافية ، والمساءلة ، وتستند في عملها إلى   إطارا  فكريا  وقانونيا وثيق الصلة بالمنظومة الدولية  لحماية حقوق الإنسان ، ومسلمات  التنمية الاجتماعية  ، ومعايير الحكم الصالح.

مواضيع

شارك !

الأكثر قراءة

محتوى ذو صلة

القائمة