دشن عدد من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر»، حملة بعنوان «عايز أتنفس» للتضامن مع مساجين الرأى الموجودين بالسجون وأماكن الاحتجاز، وذلك فى ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة تلك الأيام.
وتداول النشطاء صورًا تضامنية للمساجين تحت عدة رسوم أبرزها «عايز أتنفس» و«مسجون مخنوق»، بالإضافة إلى صور نشطاء ومعتقلين مفرج عنهم وهم يضعون أكياسًا بلاستيكية على رؤوسهم.
وطغت على الترند المصرى رسوم عنابر الموت، «عايز أتنفس»، مصر إلى أين، مسجون مخنوق.
وتزامن هذا النشاط المصرى مع حملة إنسانية أطلقها نشطاء بـ5 لغات لـ«إنقاذ المعتقلين» من الموت، من جراء موجة الحر الشديدة التى تضرب البلاد حالياً، حيث لاقت هذه الحملة التى أطلقت تحت عنوان «أنقذوا مساجين مصر من الموت خنقًا»، رواجًا كبيرًا على موقعى التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر».
«أوضاع مأساوية»، هكذا وصف بعض الحقوقيين الأوضاع داخل السجون المصرية، مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير، يعانى المساجين من انعدام وسائل التهوية فضلًا عن التكدس لضيق مساحات السجون وعدم تناسبها مع العدد الكبير الموجود بداخلها، وعلى الرغم من محاولة عدة جهات تقديم المساعدة لتحسين أوضاع المساجين، تلتزم وزارة الداخلية الصمت ولا ترد على هذه الدعوات، وكانت النقابة العامة للأطباء قد خاطب اللواء حسن السوهاجى مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون بشأن رغبات المواطنين التبرع بمراوح هواء للمحبوسين على ذمة قضايا بسجن طره نظرًا لارتفاع درجات الحرارة المتوقعة فى فصل الصيف ووجود مرضى بينهم، وقالت وقتها إنها فى ظل الإطار الإنسانى برعاية فئات محتاجة والمشاركة المجتمعية لمؤسسات الدولة فى القيام بدورها تأمل النقابة بموافقة قطاع السجون على قيام لجنة مصر العطاء بالنقابة العامة للأطباء بالتبرع بمراوح هواء وموافاتها بمواصفات واشتراطات تلك المراوح طبقاً للائحة وقانون مصلحة السجون المصرية.
وأكد الخبراء أن مصلحة السجون المصرية يجب أن تعمل على تحسين الأوضاع وتطبيق المواد التى نص عليها الدستور والمواثيق والعهود الدولية الخاصة بأوضاع المحتجزين، لافتين إلى أن العديد من المساجين يتعرضون لظروف صحية سيئة من جفاف وإصابة بأمراض التنفس، فضلًا عن فقدان الحياة بسبب هذه الأجواء، مؤكدين أن بيانات الداخلية بشأن إدخال التكييفات داخل السجون لا تطبق على أرض الواقع، وتكتفى ببعض الأماكن المحدودة التى لا تتجاوز نسبة الـ5% من السجون المصرية.
أكدت ماجدة عدلى، مدير مركز النديم، والناشطة الحقوقية، أن الأوضاع فى السجون المصرية سيئة، والزنازين غير صالحة للاستخدام الآدمى، مؤكدة أن السجون تحتوى على ثلاثة أضعاف العدد الذى من المفترض أن تكون مخصصة له.
وأفادت «عدلى»، بأن السجون لا توجد بها تهوية جيدة، حيث تحتوى على شباك صغير يقترب من السقف، بالإضافة إلى عدم وجود مراوح، مبينة أنه من الصعب أن يساهم هذا فى تجديد الهواء داخل السجون.
ولفتت «عدلى»، إلى أن مصلحة السجون عليها أن تراعى المساحة المفروضة بالنسبة للسجن وعوامل التهوية، فضلًا عن تطبيق البيانات والتصريحات الرنانة التى يخرجون بها من حين لآخر من وضع تكييفات فى أماكن الاحتجاز والسجون.
وبينت «عدلى»، أنه نظرًا لهذه الظروف القاسية فإن المساجين يتعرضون للإصابة بالجفاف والأمراض الخاصة بالتنفس، بل إن البعض منهم يتعرض للموت بسبب سوء الأوضاع.
وأكدت «عدلى»، أن مصر موقعة على اتفاقيات دولية كثيرة خاصة بأوضاع المواطنين تحت الاحتجاز، ولكن على الواقع لم تطبق هذه الاتفاقات بل تنتهكها.
وأكدت ولاء جاد، مدير عام مؤسسة شركاء من أجل الشفافية، أنهم تلقوا شكاوى عديدة بشأن الانتهاكات التى يتعرض لها المواطنون داخل السجون، مشيرًا إلى أنه مع الأوضاع الجوية السيئة وارتفاع درجة الحرارة زداد الحالة سوءًا وتتفاقم.
وتابع «جاد»، أن قانون مصلحة السجون يتضمن مواد بشأن حق المواطنين الموجودين تحت وطأة الاحتجاز أو فى السجون نفسها، فضلًا عن أن الدستور نفسه كفل عدم تعرض المحبوس للإيذاء البدنى أو المعنوى أو التعذيب، حيث أصبح من حق من ألقى القبض عليه ألا يتم تعذيبه أو ترهيبه أو إكراهه أو إيذاؤه بدنيًا ولا معنويًا، وألا يتم الحجز إلا فى مكان مخصص لذلك، ويكون لائقاً إنسانياً وصحياً.
وبين «جاد»، أن أى مخالفة لهذه الحقوق اعتبرها الدستور جريمة يعاقب عليها مرتكبها، ولكن للأسف لا تطبق هذه الأشياء حيث إن هناك فجوة كبيرة بين التطبيق والنصوص.
ولفت «جاد»، إلى أن وزارة الداخلية تعلن كل فترة من حين لآخر عن تحسين الأوضاع داخل السجون، وإمدادها بتكييفات ومراوح، ولكن فى الواقع هذا لا يحدث إلا فى أماكن محدودة وتخص أماكن الاحتجاز فقط.
وأكدت «جاد»، أن العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، تضمنت حماية المساجين، لافتًا إلى أن مصر لا تطبق أقل الحقوق الآدمية للمساجين.الوفد
الرابط المختصر: https://pfort.org/ar/?p=1253